حافظت مدينة الرياض على مركزها كثالث أذكى مدينة عربية وفقاً لمؤشر IMD للمدن الذكية بالعالم لعام 2023م، الذي صدر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية، بينما دخل المؤشر هذا العام لأول مرة مدينتي مكة المكرمة محتلة الترتيب الرابع وجدة بالترتيب الخامس وحققت المدينة المنورة الترتيب السابع، وعلى المستوى العالمي للمؤشر حققت مدينة الرياض المرتبة الثلاثين ومدينة مكة المكرمة المرتبة 52 وجدة المرتبة 56 والمدينة المنورة المرتبة 85 وذلك من بين 141 مدينة في العالم.
وركز مؤشر IMD للمدن الذكية على كيفية إدراك السكان نطاقَ وتأثيرَ الجهود المبذولة لجعل مدنهم ذكية، ومدى تحقيق التوازن بين الجوانب الاقتصادية والتقنية مع عدم إغفال الأبعاد الإنسانية، ومدى الإسهام في سد الفجوة بين تطلعات واحتياجات السكان والتوجهات الحديثة في بناء المدن الذكية.
وهذا المؤشر هو أحد المؤشرات العالمية التي تقيم جاهزية مدن العالم، كما أنه أداة قيمة للقادة وواضعي السياسات والباحثين لتقييم أداء المدن الذكية وتحديد مجالات التحسين، حيث يوفر إطاراً شاملاً لتقييم المدن عبر مجموعة من الأبعاد، بما في ذلك الأداء الاقتصادي والتقني وإجراءات الحوكمة.
وقد أسهمت الجهود الوطنية من الجهات كافة، وكذلك استخدام التقنيات المتقدمة في تحسين ترتيب المدن السعودية في مختلف المؤشرات الفرعية، ومن تلك الجهود المنصة الوطنية للمدن الذكية التي أطلقتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا).
ويعد المعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD من أرقى معاهد إدارة الأعمال في العالم، ومرجعاً مهماً لدى المنظمات والمؤسسات الدولية الأخرى للتنافسية بين الدول، كما يعد مرجعاً أساسياً لدى صناع القرار على مستوى العالم لقياس أثر الاستراتيجيات الوطنية في تعزيز مستويات الرفاهية وتحقيق التقدم وتعزيز جودة الحياة. ويُعد تصدر المملكة مؤشر الذكاء الاصطناعي في الوعي المجتمعي باستخدامات التقنية الحديثة؛ تتويجاً لجهود التحول الرقمي التي يقودها سمو ولي العهد في إطار رؤية 2030 والتي تسعى لتعزيز الحوكمة الرقمية وتسهيل الأعمال ورفع مستويات جودة الحياة.
كما أن هذا التصنيف مؤشر واضح لارتفاع معدل ثقة المواطنين السعوديين بالتعامل مع منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي في المملكة وأثرها الإيجابي في المستقبل؛ ويؤكد في الوقت نفسه بجلاء النظرة الاستشرافية الطموحة لسمو ولي العهد، والتي دعا خلالها إلى بناء نموذج رائد لإطلاق قيمة البيانات والذكاء الاصطناعي لبناء اقتصادات المعرفة والارتقاء بأجيالنا الحاضرة والقادمة.
ومع هذا التصنيف المتقدم، تواصل المملكة تقدمها الدولي في المجالات التقنية الحديثة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع رؤية وتطلعات سمو ولي العهد، حفظه الله؛ بأن تكون المملكة العربية السعودية من أفضل دول العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، ومن بين أهم خمس دول في هذا المجال.
كما عزز هذا التقدم التقني، أهمية احتضان المملكة للقمم العالمية للذكاء الاصطناعي برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ ويؤكد كذلك على تميزها وتفوقها وريادتها حتى أصبحت نموذجًا عالميًا رائدًا في بناء اقتصادات المعرفة لخدمة الأجيال الحاضرة والقادمة؛ تحقيقًا لمستهدفات رؤية 2030.
كما يلمس المختصون، التفاعل الإيجابي للمواطنين مع رؤية قيادتها بأهمية التحول الرقمي وانعكاسه على كافة مناحي الحياة؛ يأتي من عميق إيمانهم بهذا المشروع الحيوي الطموح الذي يسعل لجعل المملكة من مصاف دول العالم في التعاملات الرقمية ضمن الاقتصادات القائمة على الذكاء الاصطناعي.
كما تُراهن قيادة المملكة على حضور واهتمام الشباب السعودي بمشروع التحول الرقمي القائم على اقتصاديات الذكاء الاصطناعي؛ باعتبارهم المحرك الأساسي لها ومن أهم وأكبر الفئات الأساسية المُستفيدة منها، وسوف يواصل هذا الجيل الريادة التقنية التي تخدم حاضره وترسم مستقبله المشرق.
ويعد تصدر المملكة دول العالم في الوعي المجتمعي بمؤشر الذكاء الاصطناعي؛ إنجازًا وطنيًا يعكس إيمان السعوديين برؤية قيادتهم وأهمية دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز حاضرهم وازدهار مستقبلهم.
وفي هذا الصدد فقد ساهمت مراكز التميز التي أطلقتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي(سدايا) بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية في تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة أهدافها وتطوير منتجاتها في مجالات البحوث والابتكار التي تغطي كافة المجالات الحيوية.